ملتقى الاصدقاء ( امير الاحزان )



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى الاصدقاء ( امير الاحزان )

ملتقى الاصدقاء ( امير الاحزان )

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى الاصدقاء ( امير الاحزان )

ملتــقــي الأحـــبــــه

المواضيع الأخيرة

» يا جاهل في الحب
مع سلسلة مواقف يوم القيامة ( الدرس الثامن ) I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 28, 2012 6:05 am من طرف مابه جرح مثل الفراق

» نويت ترحل«
مع سلسلة مواقف يوم القيامة ( الدرس الثامن ) I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 28, 2012 5:22 am من طرف مابه جرح مثل الفراق

» هو لا ......يعرف
مع سلسلة مواقف يوم القيامة ( الدرس الثامن ) I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 26, 2011 10:35 pm من طرف ايةمحمد

» سطور صمت نطقت بها الاحرف
مع سلسلة مواقف يوم القيامة ( الدرس الثامن ) I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 17, 2011 10:43 pm من طرف دندوش

» اهديك قبلاتى
مع سلسلة مواقف يوم القيامة ( الدرس الثامن ) I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 17, 2011 10:34 pm من طرف دندوش

» (* مــــا هـــــو الحــــــــب * )
مع سلسلة مواقف يوم القيامة ( الدرس الثامن ) I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 17, 2011 10:33 pm من طرف دندوش

» اشياء تؤلم عند وقوعها
مع سلسلة مواقف يوم القيامة ( الدرس الثامن ) I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 31, 2011 4:28 am من طرف جرح للابد

» العشق الممنوع
مع سلسلة مواقف يوم القيامة ( الدرس الثامن ) I_icon_minitimeالجمعة مارس 18, 2011 11:23 pm من طرف ملكة الاحزان

» سنوات الضياع
مع سلسلة مواقف يوم القيامة ( الدرس الثامن ) I_icon_minitimeالجمعة مارس 18, 2011 10:24 pm من طرف ملكة الاحزان

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    مع سلسلة مواقف يوم القيامة ( الدرس الثامن )

    ملكة الاحزان
    ملكة الاحزان


    عدد المساهمات : 186
    تاريخ التسجيل : 12/12/2009

    مع سلسلة مواقف يوم القيامة ( الدرس الثامن ) Empty مع سلسلة مواقف يوم القيامة ( الدرس الثامن )

    مُساهمة من طرف ملكة الاحزان السبت ديسمبر 12, 2009 7:41 pm

    مع سلسلة مواقف يوم القيامة ( الدرس الثامن ) Bis
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    الحمد
    لله الذي له ما في السموات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم
    الخبير , يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وهو الرحيم الغفور , وأشهد
    أن لا إله إلا الله بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم
    ويعلمهم الكتاب والحكمة وأشهد أن سيدنا محمداً رسول الله ناداه مولاه
    فزاده إجلالاً وإكراماً .


    *** مع سلسلة مواقف يوم القيامة ***
    *****
    ***
    **
    *


    الدرس الثامن


    الشفاعة العظمى ... ( الشفاعة فصل القضاء )


    إنها لإراحة الناس من هول الموقف ، وهي المقصوده من قوله تعالى :


    {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً }الإسراء79


    التفسير :-


    وقم
    - أيها النبي- من نومك بعض الليل، فاقرأ القرآن في صلاة الليل؛ لتكون صلاة
    الليل زيادة لك في علو القدر ورفع الدرجات، عسى أن يبعثك الله شافعًا
    للناس يوم القيامة؛ ليرحمهم الله مما يكونون فيه، وتقوم مقامًا يحمدك فيه
    الأولون والآخرون.


    وفي الصحيحين :-


    حدّثنا
    أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحمّدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ
    نُمَيْرٍ (وَاتّفَقَا فِي سِياقِ الْحَدِيثِ، إِلاّ مَا يَزِيدُ
    أَحَدُهُمَا مِنَ الْحَرْفِ بَعْدَ الْحرْفِ) قَالاَ: حَدّثَنَا مُحمّدُ
    بْنُ بِشْرٍ. حَدّثَنَا أَبُو حَيّانَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي
    هُرَيْرَةَ قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْماً
    بِلَحْمٍ. فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذّرَاعُ وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَسَ
    مِنْهَا نَهْسَةً فَقَالَ: "أَنَا سَيّدُ النّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
    وَهَلْ تَدْرُونَ بِمَ ذَاكَ؟ يَجْمَعُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ
    الأَوّلِينَ وَالاَخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ. فَيُسْمِعُهُمُ الدّاعِي
    وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ. وَتَدْنُو الشّمْسُ فَيَبْلُغُ النّاسَ مِنَ
    الْغَمّ وَالْكَرْبِ مَا لاَ يُطِيقُونَ. وَمَا لاَ يَحْتَمِلُونَ.
    فَيَقُولُ بَعْضُ النّاسِ لِبَعْضٍ: أَلاَ تَرَوْنَ مَا أَنْتُمْ فِيهِ؟
    أَلاَ تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ؟ أَلاَ تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ
    لَكُمْ إِلَى رَبّكُمْ؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النّاسِ لِبَعْضٍ: ائْتُوا
    آدَمَ. فَيَأْتُونَ آدَمَ. فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو
    الْبَشَرِ. خَلَقَكَ الله بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَأَمَرَ
    الْمَلاَئِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ. اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبّكَ. أَلاَ تَرَى
    إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلاَ تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ
    آدَمُ: إِنّ رَبّي غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَباً لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ
    مِثْلَهُ. وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ. وَإِنّهُ نَهَانِي عَنِ
    الشّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ. نَفْسِي. نَفْسِي. اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي.
    اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ. فَيَأْتُونَ نُوحاً فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ
    أَنْتَ أَوّلُ الرّسُل إِلَى الأَرْضِ. وَسَمّاكَ الله عَبْداً شَكُوراً.
    اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبّكَ. أَلاَ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلاَ تَرَى
    مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ: إِنّ رَبّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ
    غَضَباً لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ
    مِثْلَهُ. وَإِنّهُ قَدْ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ دَعَوْتُ بِهَا عَلَى
    قَوْمِي. نَفْسِي. نَفْسِي. اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ صلى الله عليه
    وسلم. فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ نَبِيّ اللّهِ
    وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ. اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبّكَ. أَلاَ
    تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلاَ تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟
    فَيَقُولُ لَهُمْ إِبْرَاهِيمُ: إِنّ رَبّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَباً
    لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلاَ يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ.
    وَذَكَرَ كذبَاتِهِ. نَفْسِي. نَفْسِي. اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي،
    اذْهَبُوا إِلَى مُوسَىَ. فَيَأْتُونَ مُوسَىَ صلى الله عليه وسلم
    فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَىَ أَنْتَ رَسُولُ اللّهِ. فَضّلَكَ الله،
    بِرِسَالاَتِهِ وَبِتَكْلِيمِهِ، عَلَى النّاسِ. اشْفَعْ لَنَا إِلَى
    رَبّكَ. أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلاَ تَرَى مَا قَدْ
    بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ مُوسَىَ صلى الله عليه وسلم: إِنّ رَبّي قَدْ
    غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَباً لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ
    يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ. وَإِنّي قَتَلْتُ نَفْساً لَمْ أُومَرْ
    بِقَتْلِهَا. نَفْسِي. نَفْسِي. اذْهَبُوا إِلَى عِيسىَ صلى الله عليه
    وسلم. فَيَأْتُونَ عِيسىَ فَيَقُولُونَ: يَا عِيسىَ أَنْتَ رَسُولُ
    اللّهِ، وَكَلّمْتَ النّاسَ فِي الْمَهْدِ، وَكَلِمَةٌ مِنْهُ أَلْقَاهَا
    إِلَى مَرْيَمَ، وَرُوحٌ مِنْهُ. فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبّكَ. أَلاَ
    تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلاَ تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ
    لَهُمْ عِيسىَ صلى الله عليه وسلم: إِنّ رَبّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ
    غَضَباً لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ
    مِثْلَهُ. وَلَمْ يَذْكُرْ لَهُ ذَنْباً. نَفْسِي. نَفْسِي. اذْهَبُوا
    إِلَى غَيْرِي. إِذْهَبُوا إِلَى مُحَمّدٍ صلى الله عليه وسلم.
    فَيَأْتُونّي فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمّدُ أَنْتَ رَسُولُ اللّهِ وَخَاتَمُ
    الأَنْبِيَاءِ. وَغَفَرَ الله لَكَ مَا تَقَدّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا
    تَأَخّرَ. اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبّكَ. أَلاَ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟
    أَلاَ تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ
    فَأَقَعُ سَاجِداً لِرَبّي. ثُمّ يَفْتَحُ الله عَلَيّ وَيُلْهِمُنِي مِنْ
    مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئاً لَمْ يَفْتَحْهُ لأَحَدٍ
    قَبْلِي. ثُمّ يُقَالُ: يَا مُحَمّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ. سَلْ تُعْطَهْ.
    اشْفَعْ تُشَفّعْ. فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ: يَا رَبّ أُمّتِي.
    أُمّتِي. فَيُقَالُ: يَا مُحَمّدُ أَدْخِلِ الْجَنّةَ مِنْ أُمّتِكَ، مَنْ
    لاَ حِسَابَ عَلَيْهِ، منَ الْبَابِ الأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنّةِ.
    وَهُمْ شُرَكَاءُ النّاسِ. فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأَبْوَابِ.
    وَالّذِي نَفْسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ إِنّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ
    مَصَارِيعِ الْجَنّةِ لَكَمَا بَيْنَ مَكّةَ وَهَجَرٍ. أَوْ كَمَا بَيْنَ
    مَكّةَ وَبُصْرَى".


    انه حديث الشفاعة المشهور ، والذي يجسد لنا فيه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أعظم مشاهد ومواقف يوم القيامة وكلها عظيم .
    لقد طال إنتظار الناس في أرض المحشر ، وزاد خوفهم ورعبهم وهم ينتظرون فصل
    القضاء ، وزاد رعبهم وتزلزلت قلوبهم وهم يرون الملائكة يجرون جهنم ، والذي
    سوف نتحدث عنه في درسنا عن النار .


    لقد فكرت الناس في أحد ليخلصهم من هول وكرب هذا الموقف وحرارة الشمس والعرق الذي يلجمهم .
    فمن يا ترى غير الانبياء يستطيع ان يتكلم ؟؟!! فذهبوا الى المرسلون فتذكر المرسلون ذنوبهم ، فيذكرون أبوهم آدم .


    فيذهبوا الى آدم عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام ، فيقول : وَإِنّهُ نَهَانِي عَنِ الشّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ .


    {وَقُلْنَا
    يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً
    حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ
    الْظَّالِمِينَ }البقرة35

    قال تعالى :-


    {فَدَلاَّهُمَا
    بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا
    وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا
    رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل
    لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ }الأعراف22


    فيقول نفسي نفسي اذهبوا الى غيري . . . اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ.


    - فيأتون نوح عليه السلام ، فيقول :

    َإِنّهُ قَدْ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ دَعَوْتُ بِهَا عَلَى قَوْمِي.


    قال تعالى :-

    {
    قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلا وَنَهَارًا(5)فَلَمْ
    يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلا فِرَارًا(6)وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ
    لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي ءَاذَانِهِمْ
    وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا
    اسْتِكْبَارًا(7)ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا(Coolثُمَّ إِنِّي
    أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا } [ نوح : 5-9 ]


    قال نوح:


    رب
    إني دعوت قومي إلى الإيمان بك وطاعتك في الليل والنهار, فلم يزدهم دعائي
    لهم إلى الإيمان إلا هربًا وإعراضًا عنه, وإني كلما دعوتهم إلى الإيمان
    بك؛ ليكون سببًا في غفرانك ذنوبهم, وضعوا أصابعهم في آذانهم ; كي لا
    يسمعوا دعوة الحق, وتغطَّوا بثيابهم؛ كي لا يروني, وأقاموا على كفرهم,
    واستكبروا عن قَبول الإيمان استكبارًا شديدًا, ثم إني دعوتهم إلى الإيمان
    ظاهرًا علنًا في غير خفاء, ثم إني أعلنت لهم الدعوة بصوت مرتفع في حال,
    وأسررت بها بصوت خفيٍّ في حال أخرى .


    انظر
    اخي الكريم الى هذه المعاناة التي عاناها نوح عليه السلام ، في دعوته
    لقومه ، والتي استمرت ألف سنة إلا خمسين عاماً ، مما جعله يدعو عليهم .


    قال تعالى :-


    {
    وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ
    دَيَّارًا(26)إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا
    إِلا فَاجِرًا كَفَّارًا } [ نوح : 26 - 27 ] .


    وقال
    نوح -عليه السلام- بعد يأسه من فهمه: ربِّ لا تترك من الكافرين بك أحدًا
    حيًّا على الأرض يدور ويتحرك ، إنك إن تتركهم دون إهلاك يُضلوا عبادك
    الذين قد آمنوا بك عن طريق الحق, ولا يأت من أصلابهم وأرحامهم إلا مائل عن
    الحق شديد الكفر بك والعصيان لك. [ التفسير الميسر ] .


    فيأتون إبراهيم عليه السلام فيقول لهم إبراهيم :


    :
    إِنّ رَبّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَباً لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ
    مِثْلَهُ وَلاَ يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ. وَذَكَرَ كذبَاتِهِ. نَفْسِي.
    نَفْسِي. اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي .


    سوف نعرض عليكم أحبابي الكرام من خلال هذا الحديث الشريف كذبات سيدنا إبراهيم الثلاثة ، وهل كَذَبَ إبراهيم بالفعل ؟؟!!


    3179 - حدثنا سعيد بن تليد الرعيني: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني جرير بن حازم، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لم يكذب إبراهيم إلا ثلاثا).
    حدثنا محمد بن محبوب: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات، ثنتين
    منهن في ذات الله عز وجل. قوله: {إني سقيم}. وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا}.
    وقال: بينا هو ذات يوم وسارة، إذ أتى على جبار من الجبابرة، فقيل له: إن
    هاهنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس، فأرسل إليه فسأله عنها، فقال: من
    هذه؟ قال: أختي، فأتى سارة فقال: يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري
    وغيرك، وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختي، فلا تكذبيني، فأرسل إليها، فلما
    دخلت عليه ذهب يتناولها بيده فأخذ، فقال: ادعي الله ولاأضرك، فدعت الله
    فأطلق. ثم تناولها الثانية فأخذ مثلها أو أشد، فقال: ادعي الله لي ولا
    أضرك، فدعت فأطلق، فدعا بعض حجبته، فقال: إنكم لم تأتوني بإنسان، إنما
    أتيتموني بشيطان، فأخدمها هاجر، فأتته وهو يصلي، فأومأ بيده: مهيا، قالت:
    رد الله كيد الكافر، أو الفاجر، في نحره، وأخدم هاجر). قال أبو هريرة: تلك
    أمكم، يا بني ماء السماء.


    قال تعالى :-


    {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ } 88 {فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ }89 {فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ } الصافات 90


    التفسير :-


    فنظر
    إبراهيم نظرة في النجوم ( لإعتقاد قومه بعلم النجوم فأوهمهم أنه إستدل
    بأمارة ) متفكرًا فيما يعتذر به عن الخروج معهم إلى أعيادهم , فقال لهم:
    إني مريض ، وهذا تعريض منه ، فتركوه ورآء ظهورهم.
    وكان منتشر مرض الطاعون في ذلك الوقت وكان أغلب الأسقام عليهم فهربوا
    خوفاً من العدوى وتفرقوا عنه ذاهبين الى عيدهم وتركوه في بيت الأصنام وليس
    معه أحد ففعل بالأصنام مافعل .


    قال تعالى :-


    {قَالُوا
    أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ }62 {قَالَ بَلْ
    فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ
    }الأنبياء63


    التفسير:-


    وجيء بإبراهيم وسألوه منكرين: أأنت الذي كسَّرْتَ آلهتنا؟ يعنون أصنامهم.
    وتمَّ لإبراهيم ما أراد من إظهار سفههم على مرأى منهم، فقال محتجًا عليهم
    معرِّضًا بغباوتهم: بل الذي كسَّرها هذا الصنم الكبير, فاسألوا آلهتكم
    المزعومة عن ذلك, إن كانت تتكلم أو تُحير جوابًا. [ التفسير الميسر ]

    فيقول سيدنا إبراهيم بعد ذكره تلك الكذبات الثلاثة , نفسي نفسي , إذهبوا الى غيري . . . اذْهَبُوا إِلَى مُوسَىَ.


    فيأتون الى موسى ، فيقول : وَإِنّي قَتَلْتُ نَفْساً لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا.


    قال تعالى :-


    {وَدَخَلَ
    الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا
    رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ
    فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ
    فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ
    إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ }القصص15


    التفسير :-


    ودخل
    موسى المدينة مستخفيًا وقت غفلة أهلها, فوجد فيها رجلين يقتتلان: أحدهما
    من قوم موسى من بني إسرائيل, والآخر من قوم فرعون, فطلب الذي من قوم موسى
    النصر على الذي من عدوه, فضربه موسى بجُمْع كفِّه فمات, قال موسى حين
    قتله: هذا من نزغ الشيطان, بأن هيَّج غضبي, حتى ضربت هذا فهلك, إن الشيطان
    عدو لابن آدم, مضل عن سبيل الرشاد, ظاهر العداوة. وهذا العمل من موسى عليه
    السلام كان قبل النبوة.
    فيقول : نَفْسِي. نَفْسِي. اذْهَبُوا إِلَى عِيسىَ صلى الله عليه وسلم.


    فيأتون الى عيسى عليه السلام فيقول :


    إِنّ
    رَبّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَباً لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ
    وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ. وَلَمْ يَذْكُرْ لَهُ ذَنْباً.
    نَفْسِي. نَفْسِي. اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي. إِذْهَبُوا إِلَى مُحَمّدٍ
    صلى الله عليه وسلم.


    فيأتون الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فيقول : أنا لها ، أنا لها .



    فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ فَأَقَعُ سَاجِداً لِرَبّي. ثُمّ
    يَفْتَحُ الله عَلَيّ وَيُلْهِمُنِي مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثّنَاءِ
    عَلَيْهِ شَيْئاً لَمْ يَفْتَحْهُ لأَحَدٍ قَبْلِي. ثُمّ يُقَالُ: يَا
    مُحَمّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ. سَلْ تُعْطَهْ. اشْفَعْ تُشَفّعْ. فَأَرْفَعُ
    رَأْسِي فَأَقُولُ: يَا رَبّ أُمّتِي. أُمّتِي. فَيُقَالُ: يَا مُحَمّدُ
    أَدْخِلِ الْجَنّةَ مِنْ أُمّتِكَ، مَنْ لاَ حِسَابَ عَلَيْهِ، منَ
    الْبَابِ الأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنّةِ.
    وَهُمْ شُرَكَاءُ النّاسِ. فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأَبْوَابِ.
    وَالّذِي نَفْسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ إِنّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ
    مَصَارِيعِ الْجَنّةِ لَكَمَا بَيْنَ مَكّةَ وَهَجَرٍ. أَوْ كَمَا بَيْنَ
    مَكّةَ وَبُصْرَى".


    شواهد شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم


    قال تعالى :-


    {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى }الضحى5


    ولسوف يعطيك ربك -أيها النبي- مِن أنواع الإنعام في الآخرة, فترضى بذلك.
    وعد شامل لما أعطاه من كمال النفس وظهور الامر وإعلاء الدين ولما ادخر له مما لا يعرف كنهه سواه .


    قال الشاعر :-


    قرأنا في الضحى ولسوف يعطى **** فسر قلوبنا ذاك العطاء
    وحاشا يا رسول الله ترضى **** وفينا من يعذب أو يساء



    قال
    النسفي : ولسوف يعطيك أي في الآخرة ومقام الشفاعة وغير ذلك ولما نزلت قال
    صلى الله عليه وسلم (( اذاً لا أرضى قط وواحد من أمتي في النار )) .


    باب دعاء النبيّ صلى الله عليه وسلم لأُمته وبكائه شفقة عليهم


    -
    حدّثني يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَىَ الصّدَفِيّ. أَخْبَرَنَا ابْنُ
    وَهْبٍ. قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو ابْنُ الْحَارِثِ أَنّ بَكْرَ بْنَ
    سَوَادَةَ حَدّثَهُ عَنْ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ
    الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم تَلاَ
    قَوْلَ الله عَزّ وَجَلّ فِي إِبْرَاهِيمَ: {رَبّ إِنّهُنّ أَضْلَلْنَ
    كَثِيراً مِنَ النّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنّهُ مِنّي} (إِبراهيم
    الاَية: ) الاَيَةَ. وَقَالَ عِيسَىَ عَلَيْهِ السّلاَمُ: {إِنْ
    تُعَذّبْهُمْ فَإِنّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنّكَ
    أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (المائدة الاَية: Cool فَرَفَعَ يَدَيْهِ
    وَقَالَ: "اللّهُمّ أُمّتِي أُمّتِي" وَبَكَىَ. فَقَالَ الله عَزّ وَجَلّ:
    يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمّدٍ، وَرَبّكَ أَعْلَمُ، فَسَلْهُ مَا
    يُبْكِيكَ؟ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصّلاَةُ وَالسّلاَمُ
    فَسَأَلَهُ. فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا قَالَ.
    وَهُوَ أَعْلَمُ. فَقَالَ الله: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمّدٍ
    فَقُلْ: إِنّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمّتِكَ وَلاَ نَسُوءُكَ.


    هذا
    الحديث مشتمل على أنواع من الفوائد: منها بيان كمال شفقة النبيّ صلى الله
    عليه وسلم على أمته واعتنائه بمصالحهم واهتمامه بأمرهم. ومنها استحباب رفع
    اليدين في الدعاء. ومنها البشارة العظيمة لهذه الأمة زادها الله تعالى
    شرفاً بما وعدها الله تعالى بقوله: سنرضيك في أمتك ولا نسوءك، وهذا من
    أرجى الأحاديث لهذه الأمة أو أرجاها. ومنها بيان عظم منزلة النبيّ صلى
    الله عليه وسلم عند الله تعالى وعظيم لطفه سبحانه به صلى الله عليه وسلم ،
    والحكمة في إرسال جبريل لسؤاله صلى الله عليه وسلم إظهار شرف النبيّ صلى
    الله عليه وسلم وأنه بالمحل الأعلى فيسترضى ، ويكرم بما يرضيه والله أعلم.
    وهذا الحديث موافق لقول الله عز وجل: {ولسوف يعطيك ربك فترضي}. وأما قوله
    تعالى: ولا نسوءك فقال صاحب التحرير: هو تأكيد للمعنى أي لا نحزنك لأن
    الإرضاء قد يحصل في حق البعض بالعفو عنهم ويدخل الباقي النار فقال تعالى:
    نرضيك ولا ندخل عليك حزناً بل ننجي الجميع والله أعلم.


    -
    حدثنا مجاهد بن موسى وأبو إسحاق الهروي، إبراهيم بن عبد الله بن حاتم
    قالا: ثنا هشيم. أنبأنا علي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة، عن أبي سعيد؛
    قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    ((أنا سيد ولد آدم ولا فخر. وأنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ولا
    فخر. وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر. ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ولا
    فخر)). [ صحيح البخاري ].


    وماذا بعد هذا الإستعراض لبعض الأحاديث النبوية . . .


    يقول الله جل وعلا قد شفّعتك ... أنا آتيكم لأقضي بينكم .
    بأبي أنت وأمي يا حبيبي يارسول الله ، صلى عليك الله يا علم الهدى .
    هذا هو المقصود من قوله تعالى :


    {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً }الإسراء79


    قال النسفي : عسى أن يبعثك يوم القيامة فيقيمك مقاماً محموداً وهو مقام الشفاعة عند الجمهور أو هو مقام يعطى فيه لواء الحمد .
    وقال الغزالي : واعلم أنه اذا حق دخول النار على طوائف المؤمنين فإن الله
    تعالى يقبل بفضله فيهم شفاعة الأنبياء والصديقين بل شفاعة العلماء
    والصالحين وكل من له عند الله تعالى جاه وحسن معاملة فإن له شفاعة في أهله
    وقرابته وأصدقائه ومعارفه .
    فكن حريصاً أن تكتسب لنفسك عندهم رتبة الشفاعة وذلك بأن لا تحقر آدمياً
    أصلاً فإن الله تعالى خبأ ولايته في عباده فلعل الذي تزدريه عينك هو ولى
    الله .
    ولا تصتصغر معصية أصلاً فإن الله تعالى خبأ غضبه في معاصيه فلعل مقت الله
    فيه ولا تستحقر طاعة أصلاً فان الله تعالى خبأ رضاه وطاعته فيه ولو الكلمة
    الطيبه أو اللقمة أو النية الحسنة أو ما يجري مجراه .


    يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم فأرجع لأقف مع الناس في أرض المحشر ، وتنتظر البشرية كلها مجئ الملك جل وعلا .


    هذا والله أعلم


    أقول قولى هذا وأستغفر اللـه لى ولكم

    وصلي اللهم على محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه الى يوم الدين



    ** الى اللقاء في الدرس القادم بحوله تعالى **


    أسال
    الله عز وجل ، أن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم ، وأن يجعله صدقة
    جارية عني ، وعن كل من نقله للاستفاده أو علمه ودرسّه ، اللهم اجعله حجة
    لنا لا علينا – اللهم آمين .

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 3:18 pm