ملتقى الاصدقاء ( امير الاحزان )



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى الاصدقاء ( امير الاحزان )

ملتقى الاصدقاء ( امير الاحزان )

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى الاصدقاء ( امير الاحزان )

ملتــقــي الأحـــبــــه

المواضيع الأخيرة

» يا جاهل في الحب
مع سلسلة مواقف يوم القيامة ... الدرس الحادي عشر ( الحساب I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 28, 2012 6:05 am من طرف مابه جرح مثل الفراق

» نويت ترحل«
مع سلسلة مواقف يوم القيامة ... الدرس الحادي عشر ( الحساب I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 28, 2012 5:22 am من طرف مابه جرح مثل الفراق

» هو لا ......يعرف
مع سلسلة مواقف يوم القيامة ... الدرس الحادي عشر ( الحساب I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 26, 2011 10:35 pm من طرف ايةمحمد

» سطور صمت نطقت بها الاحرف
مع سلسلة مواقف يوم القيامة ... الدرس الحادي عشر ( الحساب I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 17, 2011 10:43 pm من طرف دندوش

» اهديك قبلاتى
مع سلسلة مواقف يوم القيامة ... الدرس الحادي عشر ( الحساب I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 17, 2011 10:34 pm من طرف دندوش

» (* مــــا هـــــو الحــــــــب * )
مع سلسلة مواقف يوم القيامة ... الدرس الحادي عشر ( الحساب I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 17, 2011 10:33 pm من طرف دندوش

» اشياء تؤلم عند وقوعها
مع سلسلة مواقف يوم القيامة ... الدرس الحادي عشر ( الحساب I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 31, 2011 4:28 am من طرف جرح للابد

» العشق الممنوع
مع سلسلة مواقف يوم القيامة ... الدرس الحادي عشر ( الحساب I_icon_minitimeالجمعة مارس 18, 2011 11:23 pm من طرف ملكة الاحزان

» سنوات الضياع
مع سلسلة مواقف يوم القيامة ... الدرس الحادي عشر ( الحساب I_icon_minitimeالجمعة مارس 18, 2011 10:24 pm من طرف ملكة الاحزان

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    مع سلسلة مواقف يوم القيامة ... الدرس الحادي عشر ( الحساب

    ملكة الاحزان
    ملكة الاحزان


    عدد المساهمات : 186
    تاريخ التسجيل : 12/12/2009

    مع سلسلة مواقف يوم القيامة ... الدرس الحادي عشر ( الحساب Empty مع سلسلة مواقف يوم القيامة ... الدرس الحادي عشر ( الحساب

    مُساهمة من طرف ملكة الاحزان السبت ديسمبر 12, 2009 7:48 pm

    مع سلسلة مواقف يوم القيامة ... الدرس الحادي عشر ( الحساب Bis



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله واهب الحياة وسالبها مقيم الأجساد بالأرواح وقابضها
    خلقنا من تراب واليه يصيرنا ومن التراب عندما يشاء يقيمنا ويبعثنا
    والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبي الأولين والآخرين
    وسيد الخلق أجمعين
    نبي الرحمة
    صاحب المقام المحمود
    نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين عدد ما ذكره الذاكرون
    وغفل عنه الغافلون
    وبعد ......


    ***مع سلسلة مواقف يوم القيامة***


    الدرس الحادي عشر

    الحســـــــــــاب (1)

    الحساب من الأشياء السمعية كما قال علماء التوحيد ثابت بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين وإنكاره كفر .
    تعريف الحساب في اللغة:-

    الحساب لغة مأخوذ من مادة حسب؛ فالحاء والسين والباء أصل صحيح يدل على عدة معان، منها العد، والإحصاء .
    الحساب في الشرع:-
    هو إطلاعُ الله عِبادَه على أعمالهم يوم القيامة، وإنباؤهم بما قدموه من خير وشر .
    الآيات القرآنية الدالة على إثبات الحساب :-

    قال تعالى :-

    {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ }الحجر92 {عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }الحجر93

    { وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ }النور39

    {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ }الغاشية25 {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ }الغاشية26

    {لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا
    فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ
    لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
    قَدِيرٌ }البقرة284

    {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ }الانشقاق7 {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً }الانشقاق8


    {لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ
    يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً
    وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَـئِكَ لَهُمْ سُوءُ
    الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ }الرعد18

    {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ }الرعد21

    {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ }إبراهيم41

    {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم
    بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن
    سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ
    عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ }ص26

    {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ }ص53

    {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }غافر17

    {وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ }غافر27


    الأدلة على إثبات الحساب في السنة وإجماع المسلمين :-

    - 3592 - (حسن صحيح) عن أبي بردة رضي الله عنه
    أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى
    يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن علمه ما عمل به وعن ماله من أين
    اكتسبه وفيما أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه . [ رواه الترمذي وقال حديث حسن
    صحيح ] .

    -3594 (صحيح ) وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي
    صلى الله عليه وسلم قال : (( من نوقش الحساب عذب فقلت : أليس يقول الله
    {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ، فَسَوْفَ يُحَاسَبُ
    حِسَاباً يَسِيراً ، وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً }الإنشقاق
    فقال : إنما ذلك العرض وليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك )) .
    [ رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي ]

    أما الإجماع فقد أجمع المسلمون على ثبوت الحساب يوم القيامة.
    الحكمة من الحساب :-

    لقد أنزل الله تعالى الكتب وأرسل الرسل وأمر الله
    تعالى بالقيام بالفرائض التي أمرنا الله بها في القرآن الكريم و بقبول ما
    جاء به الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، والعمل بما يجب العمل به ،
    وأوجب علينا جهاد وقتال المعارضين له ، وأحل دماءهم وذرياتهم ونساءهم
    وأموالهم .
    فلو لم يكن الحساب ولا الجزآء لكان ذلك من العبث الذي يتنزه الله عز وجل عنه


    قال تعالى :-

    {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ
    وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ }الأعراف 6 {فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم
    بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ }الأعراف7

    التفسير الميسر :-

    المرسلون: ماذا أجبتم رسلنا إليكم؟ ولنسْألَنَّ المرسلين عن تبليغهم لرسالات ربهم، وعمَّا أجابتهم به أممهم.
    فلَنقُصَّنَّ على الخلق كلهم ما عملوا بعلم منا لأعمالهم في الدنيا فيما
    أمرناهم به، وما نهيناهم عنه، وما كنا غائبين عنهم في حال من الأحوال.

    كيفية الحساب وصفته:-
    دلت نصوص الشرع على كيفية الحساب، وصفته.
    ويمكن إجمال ذلك أن يقال: إن الله - عزوجل - يوقف عباده بين يديه، فيقررهم
    بذنوبهم التي ارتكبوها، وبأعمالهم التي عملوها، وبأقوالهم التي قالوها،
    ويعرفهم بما كانوا عليه في الدنيا من كفر وإيمان، وطاعة وعصيان، واستقامة
    وانحراف، وما يستحقونه على ما قدموه من مثوبة أو عقوبة.
    والحساب شامل لما يقوله الرب لهم، وما يقولون له، وما يعتذرون به من
    معاذير، وما يقيمه عليهم من حجج وبراهين، وما يكون هناك من شهادة الشهود،
    ووزن الأعمال، وما جرى مجرى ذلك(القيامة الكبرى).

    أنواع الحساب:-

    يتفاوت حساب العباد ، فبعض العباد يكون حسابهم عسيراً وهؤلاء هم الكفرة
    المجرمون الذين أشركوا بالله ما لمن ينزل به سلطاناً ، وتمردوا على شرع
    الله ، وكذبوا بالرسل .
    وبعض عصاة الموحدين قد يطول حسابهم ويعسر بسبب كثرة الذنوب وعظمـها .
    وبعض العباد يدخلون الجنة بغير حساب ، وهم فئة قليلة لا يجاوزون السبعين
    ألفاً ، وهم الصفوة من هذه الأمة ، والقمم الشامخة في الإيمان والتقى
    والصلاح والجهاد ، وسيأتي ذكرهم وصفتهم عند الحديث عن أهل الجنة.
    وبعض العباد يحاسبون حساباً يسيراً ، وهؤلاء لا يناقشون الحساب ، أي لا
    يدقق ، ولا يحقق معهم ، وإنما تعرض عليهم ذنوبهم ثم يتجاوز لهم عنها .
    وهذا معنى قوله تبارك وتعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق: 7-8] .
    - ففي صحيح البخاري ومسلم عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    (( ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك ، فقلت: يا رسول الله ، أليس قد قال
    الله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق: 7-8] ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما ذلك العرض ، وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب)) .

    قال النووي في شرحه للحديث:

    معنى نوقش الحساب: استقصي عليه . قال القاضي: وقوله: (عذب) له معنيان:
    أحدهما: أن نفس المناقشة وعرض الذنوب والتوقيف عليها هو التعذيب لما فيه من التوبيخ .
    والثاني: أنه مفض إلى العذاب بالنار ويؤيده قوله في الرواية الأخرىSadهلك) مكان (عذب) هذا كلام القاضي .
    قال النووي: وهذا الثاني هو (الصحيح)، ومعناه أن التقصير غالب في العباد
    فمن استقصي عليه، ولم يسامح هلك، ودخل النار، ولكن الله تعالى: يعفو ويغفر
    ما دون الشرك لمن يشاء.
    ونقل ابن حجر عن القرطبي في معنى قوله: إنما ذلك العرض، قال: إن الحساب
    المذكور في الآية إنما هو أن تعرض أعمال المؤمن عليه حتى يعرف منَّة الله
    عليه في سترها عليه في الدنيا ، وفي عفوه عنها في الآخرة. والمراد بالعرض
    - كما هو ظاهر من هذه الأحاديث - عرض ذنوب المؤمنين عليهم، كي يدركوا مدى
    نعمة الله عليهم في غفرانها لهم.
    ومن أمثلة هذه الأنواع التي أخبرنا عنها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :-

    مناقشة المرآئين :-
    أول الناس يقضى يوم القيامة عليه :-

    - [ 309 ] أخبرنا النضر بن شميل نا بن جريج عن يونس بن يوسف نا سليمان بن
    يسار قال تفرق الناس عن أبي هريرة فقال له نأتل أخو أهل الشام حدثنا حديثا
    سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
    وسلم يقول أول الناس يقضي فيه يوم القيامة ثلاثة ، رجل استشهد فأتى الله
    به فعرفه نعمه فعرفها فقال له : فما عملت فيها ؟ قال : قاتلت في سبيلك حتى
    استشهدت فقال : كذبت ولكن قاتلت ليقال هو جرىء فقد قيل ذاك ثم أمر فيسحب
    على وجهه إلى النار ، وأتى الله برجل قد تعلم العلم وعلمه وقد قرأ القرآن
    فعرفه نعمه فعرفها فقال له : ما عملت فيها ؟ فقال : تعلمت القرآن وعلمته
    فيك وقرأت القرآن ، فقال :كذبت ولكنك تعلمت ليقال فلان عالم وفلان قارىء
    فقد قيل ذاك ثم أمر فيسحب به على وجهه إلى النار ، وأتى برجل قد أعطاه
    الله من أنواع المال كله فعرفه نعمه فيها فعرفها قال فما عملت فيها فقال
    ما تركت شيئا من سبيل تحب أن ينفق فيها فقال كذبت ولكنك أردت أن يقال هو
    جواد فقد قيل ذاك ثم أمر به فيسحب به على وجهه إلى النار.[ صحيح مسلم ]

    عرض الرب ذنوب عبده عليه :-

    عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه
    وسلم يقول: (( إن الله يدني المؤمن ، فيضع عليه كنفه ، ويستره، فيقول:
    أتعرف ذنب كذا، أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب. حتى إذا قرره بذنوبه،
    ورأى في نفسه أنه هلك، قال: سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم،
    فيعطى كتاب حسناته. وأما الكافر والمنافقون فيقول الأشهاد: {هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18 ] )) .
    قال القرطبي في قوله: فيضع عليه كنفه أي:
    ستره ولطفه وإكرامه ، فيخاطب خطاب ملاطفة ، ويناجيه مناجاة المصافاة
    والمحادثة ، فيقول له: هل تعرف ؟ فيقول: رب أعرف ، فيقول الله ممتناً عليه
    ، ومظهراً فضله لديه: فإني قد سترتها عليك في الدنيا ، أي لم أفضحك بها
    فيها ، وأنا أغفرها لك اليوم.
    معاتبة الرب عبده فيما وقع منه من تقصير :-
    وقد حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن
    معاتبة الرب لعبده يوم القيامة ، ففي (صحيح مسلم) عن أبي هريرة رضي الله
    عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله تعالى: يقول يوم
    القيامة: يا ابن آدم ، مرضت فلم تعدني . قال: يا رب كيف أعودك وأنت ربُّ
    العالمين ؟ قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده ، أما علمت أنك لو
    عدته لوجدتني عنده ؟ يا ابن آدم ، استطعمتك فلم تطعمني ؟ قال: يا رب كيف
    أطعمك وأنت رب العالمين ؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه
    ؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ؟ يا ابن آدم، استسقتيك فلم
    تسقني؟ قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان
    فلم تسقه؟ أما علمت أنك لو سقيته وجدت ذلك عندي؟)) . ( القيامة الكبرى )

    إنما الأشياء برحمة الله ( لن يدخل الجنة أحد إلابرحمة الله )


    -عن جابر رضي الله عنه ، قال: خرج علينا رسول
    الله صلى الله عليه وسلم فقال: خرج من عندي خليلي جبريل آنفاً ( أي الآن )
    فقال : يامحمد والذي بعثك (أي أرسلك ) بالحق ، إن لله عبداً من عباده عبد
    الله خمسمائة سنة على رأس جبل في البحر عرضه وطوله ثلاثون ذراعاً في
    ثلاثين ذراعاً ، والبحر محيط به أربعة آلآف فرسخ من كل ناحية ، وأخرج له
    عيناً عذبة بعرض الأصبع تفيض بماء عذب فيستنقع ( أي فيجتمع ) في أسفل
    الجبل ، وشجرة رمان تخرج له في كل ليلة رمانة يتعبد يومه . فاذا أمسى نزل
    فأصاب من الوضوء ، وأخذ تلك الرمانة فأكلها ، ثم قام لصلاته فسأل ربه عند
    وقت الأجل أن يقبضه ساجداً ، وأن لا يجعل للأرض ولا لشئ يفسده عليه سبيلاً
    حتى يبعثه الله وهو ساجد قال : ففعل فنحن نمر عليه اذا هبطنا واذا عرجنا (
    أي صعدنا ) فنجد له في العلم أنه يبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله
    فيقول له الرب : أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فيقول : رب بل بعملي ، فيقول :
    أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فيقول : رب بل بعملي فيقول الله : قايسوا عبدي
    بنعمتي عليه وبعمله ، فتوجد نعمة البصر قد أحاطت بعباده خمسمائة سنة ،
    وبقيت نعمة الجسد فضلاً عليه فيقول : أدخلوا عبدي النار فيجر الى النار
    فينادي : رب برحمتك أدخلني الجنة فيقول : رُدُّوهُ ( أي الى الجنة ) فيوقف
    بين يديه فيقول : يا عبدي من خلقك ولم تك شيئا ؟ فيقول أنت يارب ، فيقول :
    من قواك لعبادتة خمسمائة سنة ؟ فيقول : أنت يارب ، فيقول : من أنزلك في
    جبل وسط اللُّجَّةِ ، وأخرج لك الماء العذب من الماء المالح ، وأخرج لك كل
    ليلة رمانة وإنما تخرج مرة في السنة وسألته أن يقبضك ساجداً ففعل ؟ فيقول
    : أنت يارب ، قال : فذلك برحمتي وبرحمتي أدخلك الجنة ، أدخلوا عبدي الجنة
    فنعم العبد كنت ياعبدي فأدخله الله الجنة .... قال جبريل : إنما الأشياء
    برحمة الله يامحمد . [ رواه الحاكم عن سليمان بن هرم عن محمد بن المنكدر
    عن جابر وقال صحيح الاسناد ]
    الترغيب والترهيب ( ج 4 ) للإمام الحافظ زكي الدين عبد المنعم بن عبد القوي المنذري ( ص 399 _ 401 ) .


    فهم هذا العبد أنه أفنى حياته كلها في طاعته سبحانه
    وتعالى وقد حشره الله ساجداً خاضعاً متضرعاً ذليلاً ولكن عند حساب ربه على
    أقل نعمة من نعمة طاش ثواب ماعمل أمام هذه النعمة نعمة الإبصار وأين نعمة
    جميع أجزاء الجسم ؟
    اللهم أدخلنا الجنة برحمتك يا أرحم الراحمين يارب العالمين .


    إيتاء العباد كتبهم


    في ختام مشهد الحساب يعطى كل عبد كتابه المشتمل على سجل كامل لأعماله التي
    عملها في الحياة الدنيا وتختلف الطريقة التي يؤتى بها العباد كتبهم .
    - فأما المؤمن فإنه يؤتى كتابه بيمينه من أمامه ، فيحاسب حساباً يسيراً ، وينقلب إلى أهله في الجنة مسروراً {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا} [الانشقاق: 7-9] ، وإذا اطلع المؤمن على ما تحويه صحيفته من التوحيد وصالح الأعمال سر واستبشر ، وأعلن هذا السرور ، ورفع به صوته ، {فَأَمَّا
    مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا
    كِتَابِيهْ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيهْ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ
    رَّاضِيَةٍ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ كُلُوا
    وَاشْرَبُوا ---- بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}
    [الحاقة: 19-24] .


    وأما الكافر والمنافق وأهل الضلال فإنهم يؤتون كتبهم بشمالهم من وراء ظهورهم ، وعند ذلك يدعو الكافر بالويل والثبور، وعظائم الأمور: {وَأَمَّا
    مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا
    وَيَصْلَى سَعِيرًا} [الانشقاق: 10-12] . {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ
    كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ
    وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ مَا
    أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ
    ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ} [الحاقة: 25-31] .
    وعندما يعطى العباد كتبهم يقال لهم: {هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية: 29] . [ القيامة الكبرى ] .

    فعند ذلك يقرأ كل كتابه و أنشدوا

    مثل و قوفك يوم العرض عريانا مستوحشـــــاً قلق الأحشاء حيرانا
    و النار تلهب من غيظ و من حنق على العصاة و رب العرش غضبــانا
    اقرأ كتابك ياعبدي على مهل فهل ترى فيه حرفاً غير ما كانا
    لما قرات و لم تنكر قراءته إقرار من عرف الأشياء عرفاناً
    نادى الجليل : خذوه يا ملائكتي و امضوا بعبد عصى للنار عطشانا
    المشركون غداً في النار يلتهبوا و المؤمنون بدار الخلد سكانا


    - و عن عائشة رضي الله عنها قالت : ذكرت النار فبكيت فقال رسول الله صلى
    الله عليه و سلم ما يبكيك ؟ قلت : ذكرت النار فبكيت فهل تذكرون أهليكم يوم
    القيامة ؟ فقال : أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحداً . عند الميزان
    حتى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل ، و عند تطاير الصحف حتى يعلم أين يقع كتابه
    في يمينه أم في شماله من وراء ظهره ، و عند الصراط إذا وضع بين ظهري جهنم
    حتى يجوز ". أبو داود
    و ذكر أبو بكر أحمد بن ثابت الخطيب ، " عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال :
    قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أول من يعطى كتابه بيمينه من هذه
    الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه و له شعاع كشعاع الشمس فقيل له : أين
    يكون أبو بكر يا رسول الله ؟ قال : هيهات زفته الملائكة إلى الجنان " .
    (التذكره )

    هذا والله أعلم


    أقول قولى هذا وأستغفر اللـه لى ولكم


    ما كان من خطأ فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه برآء ، وما كان من توفيق فمن الله وحده لا شريك له
    وصلي اللهم على محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه الى يوم الدين

    ** الى اللقاء في الدرس القادم بحوله تعالى **


    أسال الله عز وجل ، أن
    يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم ، وأن يجعله صدقة جارية عني ، وعن كل
    من نقله للإستفادة ، أو علمه ودرسّه ، اللهم اجعله حجة لنا لا علينا –
    اللهم آمين .


      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 6:27 pm