ملتقى الاصدقاء ( امير الاحزان )



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى الاصدقاء ( امير الاحزان )

ملتقى الاصدقاء ( امير الاحزان )

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى الاصدقاء ( امير الاحزان )

ملتــقــي الأحـــبــــه

المواضيع الأخيرة

» يا جاهل في الحب
سلسلة مواقف يوم القيامة ... الدرس الثامن عشر ( الصراط ) I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 28, 2012 6:05 am من طرف مابه جرح مثل الفراق

» نويت ترحل«
سلسلة مواقف يوم القيامة ... الدرس الثامن عشر ( الصراط ) I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 28, 2012 5:22 am من طرف مابه جرح مثل الفراق

» هو لا ......يعرف
سلسلة مواقف يوم القيامة ... الدرس الثامن عشر ( الصراط ) I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 26, 2011 10:35 pm من طرف ايةمحمد

» سطور صمت نطقت بها الاحرف
سلسلة مواقف يوم القيامة ... الدرس الثامن عشر ( الصراط ) I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 17, 2011 10:43 pm من طرف دندوش

» اهديك قبلاتى
سلسلة مواقف يوم القيامة ... الدرس الثامن عشر ( الصراط ) I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 17, 2011 10:34 pm من طرف دندوش

» (* مــــا هـــــو الحــــــــب * )
سلسلة مواقف يوم القيامة ... الدرس الثامن عشر ( الصراط ) I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 17, 2011 10:33 pm من طرف دندوش

» اشياء تؤلم عند وقوعها
سلسلة مواقف يوم القيامة ... الدرس الثامن عشر ( الصراط ) I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 31, 2011 4:28 am من طرف جرح للابد

» العشق الممنوع
سلسلة مواقف يوم القيامة ... الدرس الثامن عشر ( الصراط ) I_icon_minitimeالجمعة مارس 18, 2011 11:23 pm من طرف ملكة الاحزان

» سنوات الضياع
سلسلة مواقف يوم القيامة ... الدرس الثامن عشر ( الصراط ) I_icon_minitimeالجمعة مارس 18, 2011 10:24 pm من طرف ملكة الاحزان

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    سلسلة مواقف يوم القيامة ... الدرس الثامن عشر ( الصراط )

    ملكة الاحزان
    ملكة الاحزان


    عدد المساهمات : 186
    تاريخ التسجيل : 12/12/2009

    سلسلة مواقف يوم القيامة ... الدرس الثامن عشر ( الصراط ) Empty سلسلة مواقف يوم القيامة ... الدرس الثامن عشر ( الصراط )

    مُساهمة من طرف ملكة الاحزان السبت ديسمبر 12, 2009 8:01 pm

    سلسلة مواقف يوم القيامة ... الدرس الثامن عشر ( الصراط ) Bis
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد
    لله الذي رضي لنا الإسلام دينا، وأمرنا أن نتبع صراطه المستقيم ، صراط
    الذين أنعم عليهم ، غير المغضوب عليهم ، ولا الضالين. وأشهد أن لا إله إلا
    الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى
    آله وسلم تسليما .


    مع سلسلة مواقف يوم القيامة


    الدرس الثامن عشر


    الصـــــراط


    يوم
    القيامة هو يوم الأهوال والمخاوف، فما إن ينجو الناس من هول من أهوال ذلك
    اليوم ، حتى يدركهم هول آخر، فتمتلئ القلوب خوفا وفزعاً . ومن أشد أهوال
    ذلك اليوم وأشدها خطراً، المرور على الصراط .


    تعريف الصراط :-


    الصراط لغة : هو الطريق الواضح المستقيم البين .
    الصراط شرعاً : المراد به هنا جسر أدق من الشعر ، وأحد من السيف .


    قال تعالى :-


    {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً }مريم71
    {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً }مريم72


    معنى ورود النار ::


    روى
    الإمام أحمد ، عن أبي سمية قال‏:‏ اختلفنا في الورود ، فقال بعضنا‏:‏ لا
    يدخلها مؤمن، وقال بعضهم يدخلونها جميعاً، ثم ينجي اللّه الذين اتقوا،
    فلقيت جابر بن عبد اللّه فقلت له‏:‏ إنا اختلفنا في الورود، فقال‏:‏
    يردونها جميعاً، وأهوى بإصبعه إلى أذنيه، وقال‏:‏ صُمَّتَا إن لم أكن سمعت
    رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‏:‏
    ‏(‏لا يبقى بر ولا فاجر إلا
    دخلها، فتكون على المؤمن برداً وسلاماً كما كانت على إبراهيم، حتى إن
    للنار ضجيجاً من بردهم، ثم ينجي اللّه الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها
    جثياً‏)‏‏.‏

    وعن قيس ابن أبي حازم قال‏:‏ كان عبد اللّه بن رواحة واضعاً رأسه في
    حجر امرأته فبكى، فبكت امرأته، قال‏:‏ ما يبكيك‏؟‏ قالت‏:‏ رأيتك تبكي
    فبكيت، قال إني ذكرت قول اللّه عزَّ وجلَّ ‏{‏وإن منكم إلا واردها‏}‏ فلا أدري أنجو منها أم لا‏؟‏ وكان مريضاً ‏[‏أخرجه عبد الرزاق‏] ‏‏.

    وقال ابن جرير عن أبي إسحاق‏:‏ كان أبو ميسرة إذا أوى إلى فراشه قال‏:‏ يا
    ليت أمي لم تلدني، ثم يبكي، فقيل له‏:‏ ما يبكيك يا أبا ميسرة‏؟‏ فقال‏:‏
    أخبرنا أنا واردوها ولم نخبر أنا صادرون عنها .

    وعن الحسن البصري قال، قال رجل لأخيه‏:‏
    هل أتاك أنك وارد النار‏؟‏
    قال‏:‏ نعم .
    قال‏:‏ فهل أتاك أنك صادر عنها‏؟‏
    قال‏:‏ لا .
    قال‏:‏ ففيم الضحك ؟
    قال‏:‏ فما رئي ضاحكاً حتى لحق باللّه .

    وقال عبد الرزاق خاصم ابن عباس نافع بن الأزرق، فقال ابن عباس‏:‏ الورود الدخول، فقال نافع‏:‏ لا، فقرأ ابن عباس :
    {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ }الأنبياء98‏
    وردوا أم لا‏؟‏ وقال‏:‏
    {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ }هود98‏
    أوردهم أم لا ‏؟‏
    أمّا أنا وأنت فسندخلها، فانظر هل نخرج منها أم لا‏؟‏
    وما أرى اللّه مخرجك منها بتكذيبك، فضحك نافع‏.‏ وقال‏:‏ عن مجاهد قال‏:‏
    كنت عند ابن عباس فأتاه رجل يقال له أبو راشد، وهو نافع بن الأزرق‏.‏ فقال
    له‏:‏ يا ابن عباس، أرأيت قول اللّه‏:‏
    {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً }
    قال‏:‏ أما أنا وأنت يا أبا راشد فسنردها فانظر هل نصدر عنها أم لا‏؟‏

    وعن عبد اللّه بن مسعود ‏{‏وإن منكم إلا واردها‏}‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏يرد الناس كلهم ثم يصدون عنها بأعمالهم‏)‏ ‏.
    [رواه أحمد والترمذي‏]‏‏.‏

    وقد رواه أسباط عن السدي، عن مرة عن عبد اللّه بن مسعود قال‏:‏ يرد
    الناس جميعاً الصراط، وورودهم قيامهم حول النار، ثم يصدون عن الصراط
    بأعمالهم، فمنهم من يمر مثل البرق، ومنهم من يمر مثل الريح، ومنهم من يمر
    مثل الطير، ومنهم من يمر كأجود الخيل، ومنهم من يمر كأجود الإبل، ومنهم من
    يمر كعدو الرجُل، حتى إن آخرهم مراً رجل نوره على موضع قدميه يمر فيتكفأ
    به الصراط، والصراط دحض مزلة، عليه حسك كحسك القتاد، حافتاه ملائكة معهم
    كلاليب من نار يختطفون بها الناس .
    ‏[‏أخرجه ابن أبي حاتم‏]

    وقال ابن جرير، عن عبد اللّه قوله ‏{‏وإن منكم إلا واردها‏}
    قال‏:‏ الصراط على جهنم مثل حد السيف، فتمر الطبقة الأولى كالبرق،
    والثانية كالريح، والثالثة كأجود الخيل، والرابعة كأجود البهائم، ثم يمرون
    والملائكة يقولون اللهم سلم سلم، ولهذا شواهد في الصحيحين وغيرهما‏.‏

    عن أم مبشر امرأة زيد بن حارثة، قالت كان رسول اللّه صلى اللّه عليه
    وسلم في بيت حفصة فقال‏:‏ ‏(‏لا يدخل النار أحد شهد بدراً والحديبية‏)‏،
    قالت حفصة‏:‏ أليس اللّه يقول‏:‏ ‏{‏وإن منكم إلا واردها‏}‏‏؟‏ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏‏{‏ثم ننجي الذين اتقوا‏}‏ الآية،
    وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه
    عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد تمسه النار إلا
    تحلة القسم‏ ) . ( يعني الورود )‏.‏

    وقال قتادة قوله‏:‏ ‏{‏وإن منكم إلا واردها‏}
    هو الممر عليها‏.‏ وقال عبد الرحمن بن زيد‏.‏ ورود المسلمين المرور على
    الجسر بين ظهرانيها، وورود المشركين أن يدخلوها، والزالون والزالات يومئذ
    كثير، وقد أحاط يومئذ سماطان من الملائكة دعاؤهم يا اللّه سلم سلم

    وقال السدي، عن ابن مسعود في قوله ‏{‏كان على ربك حتما مقضيا‏}‏ قال‏:‏ قسماً واجباً،

    وقال مجاهد‏:‏ حتماً، قال قضاء، وقوله‏:‏ ‏{‏ثم ننجي الذين اتقوا‏}
    أي إذا مر الخلائق كلهم إلى النار، وسقط من سقط من الكفار، والعصاة، نجى
    اللّه تعالى المؤمنين المتقين منها بحسب أعمالهم، فجوازهم على الصراط
    وسرعتهم بقدر أعمالهم التي كانت في الدنيا، ثم يشفعون في أصحاب الكبائر من
    المؤمنين، فيشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون، فيخرجون خلقاً كثيراً قد
    أكلتهم النار إلا دارت وجوههم، وهي مواضع السجود، ولا يبقى في النار إلا
    من وجب عليه الخلود، كما وردت بذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول اللّه صلى
    اللّه عليه وسلم، ولهذا قال تعالى‏:‏
    ‏{‏ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا‏}‏‏.
    ‏ [مختصر تفسير ابن كثير]


    جاء في صحيح البخاري باب الصراط جسر جهنم :


    حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب ، عن الزُهري: أخبرني سعيد وعطاء بن يزيد: أن أبا هريرة أخبرهما: عن النبي صلى الله عليه وسلم.
    وحدثني محمود: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن عطاء بن يزيد الليثي ، عن أبي هريرة قال:
    قال أناس: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟
    فقال: (هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب). قالوا: لا يا رسول الله، قال:
    (هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب). قالوا: لا يا رسول الله،
    قال: (فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك، يجمع الله الناس، فيقول: من كان يعبد
    شيئاً فليتَّبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر،
    ويتَّبع من كان يعبد الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها ، فيأتيهم
    الله في غيرالصورة التي يعرفون ، فيقول: أنا ربكم ، فيقولون: نعوذ بالله
    منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا ، فإذا أتانا ربنا عرفناه ، فيأتيهم الله
    في الصورة التي يعرفون ، فيقول: أنا ربكم ، فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه ،
    ويضرب جسر جهنم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأكون أول من يجيز،
    ودعاء الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم. وبه كلاليب مثل شوك السعدان، أما رأيتم
    شوك السعدان). قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (فإنها مثل شوك السعدان، غير
    أنها لا يعلم قدر عظمها إلا الله، فتخطف الناس بأعمالهم، منهم الموبق
    بعمله ومنهم المخردل، ثم ينجو، حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده،
    وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يخرج، ممن كان يشهد أن لا إله إلا
    الله، أمر الملائكة أن يخرجوهم، فيعرفونهم بعلامة آثار السجود، وحرم الله
    على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود، فيخرجونهم قد امتحشوا، فيصب
    عليهم ماء يقال له ماء الحياة، فينبتون نبات الحبة في حميل السيل، ويبقى
    رجل مقبل بوجهه على النار، فيقول: يا رب، قد قشبني ريحها، وأحرقني ذكاؤها،
    فاصرف وجهي عن النار، فلا يزال يدعو الله، فيقول: لعلك إن أعطيتك أن
    تسألني غيره، فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره، فيصرف وجهه عن النار، ثم
    يقول بعد ذلك: يا رب قربني إلى باب الجنة، فيقول: أليس قد زعمت أن لا
    تسألني غيره، ويلك ابن آدم ما أغدرك، فلا يزال يدعو، فيقول: لعلي إن
    أعطيتك ذلك تسألني غيره، فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره، فيعطي الله من
    عهود ومواثيق أن لا يسأله غيره، فيقربه إلى باب الجنة، فإذا رأى ما فيها
    سكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: رب أدخلني الجنة، ثم يقول: أوليس قد
    زعمت أن لا تسألني غيره، ويلك يا ابن آدم ما أغدرك، فيقول: يا رب لا
    تجعلني أشقى خلقك، فلا يزال يدعو حتى يضحك، فإذا ضحك منه أذن له بالدخول
    فيها، فإذا دخل فيها قيل: تمن من كذا، فيتمنى، ثم يقال له: تمن من كذا،
    فيتمنى، حتى تنقطع به الأماني، فيقول له: هذا لك ومثله معه).
    قال أبو هريرة: وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولاً.
    قال: وأبو سعيد الخدري جالس مع أبي هريرة لا يغيِّر عليه شيئاً من حديثه،
    حتى انتهى إلى قوله: (هذا لك ومثله معه). قال أبو سعيد: سمعت رسول الله
    صلى الله عليه وسلم يقول: (هذا لك وعشرة أمثاله). قال أبو هريرة حفظت:
    (مثله معه).


    السعدان : نبت ذو شوك معقوف المخردل : المرمي المصروع وقيل المقطع يقال لحم خراديل اذا كان قطعا والمعنى انه تقطعه كلاليب الصراط حتى يهوي في النار . امتُحِش : بضم التاء وكسر الحاء المهملة بعدها شين معجمة أي احترق وقال الهيثم هو ان تذهب النار الجلد وتبدي العظم .
    حميل : السيل بفتح الحاء المهملة وكسر الميم هو الزبد وما يلقيه على شاطئه


    التفريــــط في الأمـــانة والرحـــــم


    أولاً : الأمـــــــــانة ::


    قال تعالى ::



    {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
    وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا
    وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }الأحزاب72


    ‏ قال ابن عباس‏:‏ يعني بالأمانة الطاعة عرضها عليهم قبل أن يعرضها على آدم فلم يطقنها ، فقال لآدم‏:
    ‏ إني قد رعضت الأمانة على السماوات والأرض والجبال فلم يطقنها، فهل أنت آخذ بما فيها‏؟‏ قال‏:‏
    يا رب وما فيها‏؟‏
    قال‏:‏ إن أحسنت جزيت، وإن أسأت عوقبت، فأخذها آدم فحملها ، فذلك قوله تعالى‏:‏


    ‏{‏ وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ‏}‏


    وعنه الأمانة الفرائض عرضها اللّه على السماوات والأرض والجبال إن أدوها أثابهم
    وإن ضيعوها عذبهم فكرهوا ذلك وأشفقوا عليه من غير معصية،
    ولكن تعظيماً لدين اللّه أن لا يقوموا بها، ثم عرضها على آدم فقبلها بما فيها، وهو قوله تعالى‏:‏


    ‏{‏ وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ‏}‏


    يعني غراً بأمر اللّه‏.‏ وهكذا قال مجاهد والضحاك والحسن البصري‏:‏ إن الأمانة هي الفرائض .
    وقال آخرون‏:‏ هي الطاعة .
    وقال أبي بن كعب من الأمانة أن المرأة اؤتمنت على فرجها .
    وقال قتادة‏:‏ الأمانة الدين والفرائض والحدود .


    وقال زيد بن أسلم‏:‏ الأمانة ثلاثة‏:‏ الصلاة والصوم والاغتسال من الجنابة .

    وكل هذه الأقوال لا تنافي بينها، بل هي متفقة وراجعة إلى أنها التكليف وقبول الأوامر والنواهي بشرطها،
    وهو أنه إن قام بذلك أثيب، وإن تركها عوقب، فقبلها الإنسان على ضعفه وجهله وظلمه،
    إلا من وفق اللّه وباللّه المستعان‏.‏


    عن الحسن البصري أنه تلا هذه الآية‏:‏

    { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ }

    قال‏:‏ عرضها على السبع الطباق الطرائق التي زينت بالنجوم، وحملة العرش العظيم، فقيل لها‏:
    ‏ هل تحملين الأمانة وما فيها‏؟‏
    قال‏:‏ قيل لها إن أحسنت جزيت، وإن أسأت عوقبت،
    قالت‏:‏ لا،
    ثم عرضها على الأرضين السبع الشداد التي شدت بالأوتاد، وذللت بالمهاد،
    قال، فقيل لها‏:‏ هل تحملين الأمانة وما فيها‏؟‏
    قالت‏:‏ وما فيها‏؟‏
    قال، قيل لها‏:‏ إن أحسنت جزيت، وإن أسأت عوقبت،
    قالت‏:‏ لا، ثم عرضها على الجبال الشم الشوامخ الصعاب الصلاب، قال، قيل لها‏:‏
    هل تحملين الأمانة وما فيها‏؟
    ‏ قالت‏:‏ وما فيهن‏؟‏
    قال لها‏:‏ إن أحسنت جزيت، وإن أسأت عوقبت، قالت‏:‏ لا
    ‏"‏ذكره ابن أبي حاتم من كلام الحسن البصري رضي اللّه عنه‏"‏‏.‏


    وقال مقاتل ابن حيان‏:‏
    إن اللّه تعالى حين خلق خلقه جمع بين الإنس والجن والسماوات والأرض والجبال، فبدأ بالسماوات فعرض عليهن الأمانة وهي الطاعة، فقال لهن
    أتحملن هذه الأمانة ؟
    وَلَكُنَّ عليَّ الفَضْلُ والكرامة والثواب في الجنة‏؟
    ‏ فقلن‏:‏ يا رب إنا لا نسطيع هذا الأمر، وليس بنا قوة ولكنا لك مطيعون،
    ثم عرض الأمانة على الأرضين فقال لهن‏:‏
    أتحملن هذه الأمانة وتقبلنها مني وأعطيكن الفضل والكرامة في الدنيا‏؟‏
    فقلن‏:‏ لا صبر لنا على هذا يا رب ولا نطيق ولكنا لك سامعون مطيعون لا نعصيك في شيء أمرتنا به،
    ثم قرب آدم فقال له‏:‏
    أتحمل هذه الأمانة وترعاها حق رعايتها‏؟‏
    فقال عند ذلك آدم‏:‏ ما لي عندك‏؟‏
    قال‏:‏ يا آدم إن أحسنت وأطعت ورعيت الأمانة فلك عندي الكرامة والفضل وحسن الثواب في الجنة،
    وإن عصيت ولم ترعها حق رعايتها وأسأت فإني معذبك ومعاقبك وأنزلك النار،
    قال‏:‏ رضيت يا رب، وتحملها فقال اللّه عزَّ وجلَّ عند ذلك‏:
    ‏ قد حملتكها فذلك قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وحملها الإنسان‏}‏ ‏"‏أخرجه ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان موقوفاً‏"‏‏.‏


    وروى ابن جرير عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال‏:‏
    ‏(‏القتل في سبيل اللّه يكفر الذنوب كلها - أو قال - يكفر كل شيء إلا الأمانة، يؤتى بصاحب الأمانة فيقال له‏:‏
    أدِّ أمانتك فيقول‏:‏ أنى يا رب وقد ذهبت الدنيا‏؟‏
    فيقال له‏:‏ أد أمانتك، فيقول‏:‏ أنَّى يا رب، وقد ذهبت الدنيا‏؟‏
    فيقال له‏:‏ أد أمانتك، فيقول‏:‏ أنَّى يا رب وقد ذهبت الدنيا‏؟‏
    فيقول‏:‏ اذهبوا به إلى أمه الهاوية،
    فيذهب به إلى الهاوية، فيهوي فيها حتى ينتهي إلى قعرها فيجدها هنالك كهيئتها فيحملها فيضعها على عاتقه،
    فيصعد بها إلى شفير جهنم، حتى إذا رأى أنه قد خرج زلت قدمه فهوى في أثرها أبد الآبدين‏)‏
    قال‏:‏ والأمانة في الصلاة، والأمانة في الصوم، والأمانة في الوضوء، والأمانة في الحديث،
    وأشد ذلك الوادئع، فلقيت البراء فقلت‏:‏
    ألا تسمع ما يقول أخوك عبد اللّه‏؟‏
    فقال‏:‏ صدق ‏[‏أخرجه ابن جرير عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه].


    ومما يتعلق بالأمانة ما روي عن حذيفة رضي اللّه عنه قال‏:
    ‏ حدثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حديثين قد رأيت أحدهما، وأنا أنتظر الآخر،
    حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنّة،
    ثم حدثنا عن رفع الأمانة فقال‏:
    ‏ ينام الرجل النومة فتنقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل أثر المَجْل كجمر دحرجته على رجلك، تراه مُنْتَبراً .
    المًجْل‏:‏ انتفاخ في اليد من العمل الشاق أو النار.
    منتبراً‏:‏ متورماً ، وليس فيه شيء - قال‏:
    ‏ ثم أخذ حصى فدحرجه على رجله - قال‏:‏
    فيصبح الناس يتبايعون لا يكاد أحد يؤدي الأمانة، حتى يقال‏:‏ إن في بني فلان رجلاً أميناً،
    حتى يقال للرجل ما أجلده وأظرفه وأعقله وما في قلبه حبة خردل من إيمان،
    ولقد أتى عليّ زمان، وما أبالي أيكم بايعت إن كان مسلماً ليردنّه عليّ
    دينه، وإن كان نصرانياً أو يهودياً ليردنه عليّ ساعيه، فأما اليوم فما كنت
    أبايع منكم إلا فلاناً وفلاناً .
    [أخرجه الشيخان والإمام أحمد‏]‏‏.‏


    وروى الإمام أحمد عن عبد اللّه بن عمرو رضي اللّه عنهما أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:
    ‏ ‏(‏أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا، حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة طِعمة‏)‏.
    ‏[ ‏أخرجه أحمد والطبراني‏ ].‏
    و الطِعمة ‏:‏ الجهة التي يُرتزق منها ‏.‏


    وقوله تعالى‏:‏


    ‏{‏ليعذب اللّه المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات‏}‏


    أي إنما حمّل بني آدم الأمانة وهي التكاليف ‏{‏ليعذب اللّه المنافقين والمنافقات‏}‏
    وهم الذين يظهرون الإيمان خوفاً من أهله ويبطنون الكفر متابعة لأهله ‏{‏والمشركين والمشركات‏}‏ وهم الذين ظاهرهم وباطنهم على الشرك باللّه ومخالفة رسله،
    {‏ويتوب اللّه على المؤمنين والمؤمنات‏}‏ أي ليرحم المؤمنين من الخلق الذين آمنوا باللّه وكتبه ورسله العاملين بطاعته، ‏{‏وكان اللّه غفوراً رحيماً‏}‏‏.


    ثانياً : الرحـــــم ::


    قال تعالى ::


    {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ }محمد22
    {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ }محمد23


    وقوله سبحانه وتعالى‏:‏
    ‏{‏فهل عسيتم إن توليتم‏}‏ أي عن الجهاد ونكلتم عنه ‏{‏أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم‏}‏‏؟‏


    أي تعودوا إلى ما كنتم فيه من الجاهلية الجهلاء ، تسفكون الدماء وتقطعون الأرحام ، ولهذا قال تعالى‏:‏
    ‏{‏أولئك الذين لعنهم اللّه فأصمهم وأعمى أبصارهم‏}‏
    وهذا نهي عن الإفساد في الأرض عموماً، وعن قطع الأرحام خصوصاً، بل أمر اللّه تعالى بالإصلاح في الأرض وصلة الأرحام .
    وقد وردت الأحاديث بذلك عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم .


    روى البخاري عن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏
    ‏(‏خلق اللّه تعالى الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فأخذت بحقوي الرحمن عزَّ وجلَّ، فقال‏:‏
    مه، فقالت‏:‏ هذا مقام العائذ بك من القطيعة، فقال تعالى‏:
    ‏ ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك‏؟‏ قالت‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ فذاك لك‏)‏
    قال أبو هريرة رضي اللّه عنه‏:‏ اقرأوا إن شئتم
    ‏{‏فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم‏}‏‏.‏


    وروى الإمام أحمد عن أبي بكرة رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏
    ‏(‏ما من ذنب أحرى أن يعجل اللّه تعالى عقوبته في الدنيا مع ما يدخر
    لصاحبه في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم‏)‏ ‏"‏أخرجه أحمد وأبو داود
    والترمذي وابن ماجة‏"‏‏.

    ‏ وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال‏:‏
    جاء رجل إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال‏:
    ‏ يا رسول اللّه إن لي ذوي أرحام‏:‏ أصل ويقطعون، وأعفو ويظلمون، وأحسن ويسيئون، أفأكافئهم‏؟‏
    قال صلى اللّه عليه وسلم‏:‏
    ‏(‏لا، إذن تتركون جميعاً، ولكن جُدْ بالفضل وصلهم، فإنه لن يزال معك ظهير
    من اللّه عزَّ وجلَّ ما كنت على ذلك‏)‏ ‏"‏أخرجه الإمام أحمد‏"‏‏.‏
    وقال الإمام أحمد عن عبد اللّه بن عمرو رضي اللّه عنهما قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏
    ‏(‏إن الرحم معلقة بالعرش، وليس الواصل بالمكافيء، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها‏)‏ ‏"‏أخرجه البخاري والإمام أحمد‏"‏،
    وفي الحديث القدسي‏:‏
    ‏(‏قال اللّه عزَّ وجلَّ أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسماً من اسمي،
    فمن يصلها أصله، ومن يقطعها أقطعه فأبُّته‏)‏ ‏"‏أخرجه الإمام أحمد وأبو
    داود والترمذي‏"‏،
    وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏
    ‏(‏الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف‏)‏
    وفي الحديث قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏
    ‏(‏إذا ظهر القول وخزن العمل وائتلفت الألسنة وتباغضت القلوب، وقطع كل ذي
    رحم رحمه، فعند ذلك لعنهم اللّه وأصمهم وأعمى أبصارهم‏)‏ ‏"‏أخرجه الإمام
    أحمد‏"‏، والأحاديث في هذا كثيرة، واللّه أعلم‏.
    [ مختصر تفسير ابن كثير]


    اذاً مما تقدم من تفسير الآيات يتبين لنا أن الأمانة والرحم هما العملان الوحيدان اللذان سيقفان على جنبتي الصراط دون سائر الأعمال،
    لعظمة أمرهما عند الله تعالى .


    وعن حذيفة و أبي هريرة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    (( فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقوم فيؤذن له وترسل الأمانة والرحم
    فيقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا فيمر أولكم كالبرق ..... ) . [ رواه
    مسلم ]


    قال الملا على قاري رحمه الله تعالى: قال التوربشتي: رحمه الله تعالى يريد جنبتي الصراط:
    ناحيته اليمنى واليسرى، والمعنى أن الأمانة والرحم لعظمة شأنهما وفخامة
    أمرهما مما يلزم العباد من رعاية حقهما يمثلان هناك للأمين والخائن
    والواصل والقاطع، فيحاجان عن المحق الذي راعاهما ويشهدان على المبطل الذي
    أضاعهما ليتميز كل منهما .

    [ مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للملا على قاري ]

    وقال الطيبي: وإرسال الأمانة والرحم لعظم أمرهما وكبر موقعهما فيصوران شخصين على الصفة التي يريدها الله سبحانه وتعالى .
    ومعناه: أنهما يقومان ليطلبا كل من يريد الجواز على الصراط بحقهما، فمن وفَّى بحقهما يعاوناه على الجواز على الصراط وإلا تركاه .
    [ شرح الطيبي على مشكاة المصابيح المسمى: الكاشف عن حقائق السنن ]

    ومما يؤسف له ما وقع فيه بعض المسلمين من الإخلال بالأمانة في عباداتهم
    وفي رعايتهم لأبنائهم وأهلهم وفي قيامهم لأعمالهم ووظائفهم بترك الصدق
    فيها وعدم المحافظة على الالتزام بمواعيدها وترك طاعة ولاة الأمر فيها،
    فإن كل هذا من الأمانة.


    تأمــــلات على الصــــراط



    (( فتفكر الآن فيما يحل بك من الفزع بفؤادك إذا رأيت الصراط و دقته ، ثم
    وقع بصرك على سواد جهنم من تحته ، ثم قرع سمعك شهيق النار و تغيظها ، و قد
    كلفت أن تمشي على الصراط مع ضعف حالك ، و اضطراب قلبك ، و تزلزل قدمك و
    ثقل ظهرك بالأوزار ، المانعة لك من المشي على بساط الأرض ، فضلاً عن حدة
    الصراط . فكيف بك إذا وضعت عليه إحدى رجليك فأحسست بحدته ، و اضطررت إلى
    أن ترفع القدم الثاني ، و الخلائق بين يديك يزلون و يعثرون ، و تتناولهم
    زبانية النار بالخطاطيف و الكلاليب ، و أنت إليهم كيف ينكسون فتسفل إلى
    جهة النار رؤوسهم ، و تعلو أرجلهم فيا له من منظر ما أفظعه ، و مرتقى ما
    أصبعه ، و مجاز ما أضيقه ))..


    ذكره القرطبي في التذكرة
    وذكره الغزالي في [ إحياء علوم الدين _ ج4 _ ص 524 ] طبعة دار المعرفه _ بيروت _ لبنان .
    ورأيت اثناء بحثي هذا المتواضع أن فضيلة الأستاذ الدكتور عمر الأشقر
    قد نسب هذا القول للقرطبي في كتابه القيامة الكبرى .. ج 6 ص 272
    هذا والله أعلا وأعلم


    وقال القرطبي في التذكرة ::

    فتوهم نفسك يا أخي إذا صرت على الصراط و نظرت إلى جهنم تحتك سوداء مظلمة
    قد لظى سعيرها و علا لهيبها و أنت تمشي أحياناً و تزحف أخرى ، قال :


    أبت نفسي تتوب فمــا احتيـــالي
    إذا برز العباد لذي الجـــلال
    ***
    وقـــاموا من قبورهم سكـــارى
    بأوزار كأمثــــــــال الجبـــــــال
    ***
    وقد نصب الصراط لكي يجوزوا
    فمنهم من يكــــب على الشمال
    ***
    ومنهم من يسير لــــــدار عدن
    تلقـــــــاه العرائس بالغــــــوالي
    ***
    يقول له المهمين يـــــــا وليي
    غفرت لك الذنو فلا تبــــــــــالي
    ***
    و قال آخر

    إذا مـــد الصراط على جحيـــم
    تصول على العصاة و تستطيل
    ***
    فقوم في الجحيم لهــــــــم ثبور
    و قوم في الجنـــان لهم مقيــــل
    ***
    و بان الحق و انكشــف الغطــاء
    و طــــال الويل و اتصل العويـــــل
    ـــــــــــــــــــــ
    [ التذكرة في أحوال الموتى .. للقرطبي ]


    النجــــــاة من هول الصـــــراط


    قال الإمام الغزالي ::

    (( فمن استقام فى هذا العالم على الصراط المستقيم خف على صراط الآخرة ونجا
    ومن عدل عن الاستقامة فى الدنيا وأثقل ظهره بالأوزار وعصى تعثر فى أول قدم
    من الصراط وتردى )) .

    وقال ايضاً ::

    فهذه أهوال الصراط وعظائمه فطول فيه فكرك فإن أسلم الناس من أهوال يوم
    القيامة من طال فيها فكره فى الدنيا فإن الله لا يجمع بين خوفين على عبد
    فمن خاف هذه الأهوال فى الدنيا أمنها فى الآخرة .
    [ إحياء علوم الدين ]


    وقال - ابن رجب الحنبلي - في كتابه النخويف من النار ::
    (( وذلك أن الإيمان والعمل الصالح في الدنيا هو الصراط المستقيم في الدنيا
    الذي أمر الله العباد بسلوكه والاستقامة عليه وأمرهم بسؤال الهداية إليه
    فمن استقام سيره على هذا الصراط المستقيم في الدنيا ظاهرا وباطنا استقام
    مشيه على ذلك الصراط المنصوب على متن جهنم ومن لم يستقم سيره على هذا
    الصراط المستقيم في الدنيا بل انحرف عنه إما إلى فتنة الشبهات أو إلى فتنة
    الشهوات كان اختطاف الكلاليب له على صراط جهنم بحسب اختطاف الشبهات
    والشهوات له على هذا الصراط المستقيم )) .


    ذبح الموت على الصراط


    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    يؤتى بالموت يوم القيامة فيوقف على الصراط فيقال يا أهل الجنة فيطلعون خائفين وجلين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه ثم يقال :
    يا أهل النار فيطلعون مستبشرين فرحين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه فيقال :
    هل تعرفون هذا ؟ قالوا نعم ، هذا الموت
    قال فيؤمر به فيذبح على الصراط ثم يقال للفريقين :
    كلاهما خلود فيما يجدون لا موت فيها أبدا . [روه ابن ماجه بإسناد جيد]



    نسأل الله عز وجل أن يسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليه ...... اللهم آمين .

    هذا والله أعلم

    أقول قولى هذا وأستغفر اللـه لى ولكم

    ما كان من خطأ فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه برآء ، وما كان من توفيق فمن الله وحده لا شريك له
    وصلي اللهم على محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه الى يوم الدين

    ** الى اللقاء في الدرس القادم بحوله تعالى **

    أسال الله عز وجل ، أن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم ، وأن يجعله
    صدقة جارية عني ، وعن كل من نقله للإستفادة ، أو علمه ودرسّه ،
    اللهم اجعله حجة لنا لا علينا – اللهم آمين .

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 2:47 pm